الشيخ سنان عبدالله أبولحوم في ذمة الله تعالى
أ.م/ عبدالجبار حسين الظفري
نبذه عن حياة الشيخ الراحل سنان عبدالله أبولحوم في ذمة الله تعالى
إنتقل الى رحمة الله تعالى الشيخ الفضل سنان عبدالله أبو لحوم، يومنا هذا السبت عن عمر ناهز 99 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض وقد شهدت حياة الفقيد المرحوم ومشاركاته في أهم وأبرز الأحداث السياسية التي عاشتها اليمن.
فقد كان الشيخ أبو لحوم أحد أبرز رموز الجمهورية وأحد كبارات مشائخ بكيل واليمن، وشارك في الثورة ضد حكم الإمامة، وصاحب سيرة حافلة ومثيرة.
وينحدر المرحوم من بلدة “نهم” شرق صنعاء، وسكن في منطقة وراف بمحافظة إب، وتولى عدة مناصب في عهد الجمهورية آخرها في عهد الرئيس الحمدي ثم اعتزل العمل الحكومي.
واسمه بالكامل، سنان عبدالله صالح يحيى أحمد أبو لحوم، وُلد في نهم بقرية وادي الملح عام 1922، ونشأ في رعاية أبيه، وبدأ دراسته في مسجد القرية لدى مدرس من الأهالي، وفي سن العاشرة أخذه الإمام يحيى حميد الدين رهينة لديه في قصر (السعادة) بمدينة صنعاء ليضمن ولاء قبيلته، فمكث رهينةً خمس سنوات.
بعد وفاة أبيه عام 1955 سافر إلى بلدة (نهم)، واختاره الأهالي شيخًا عليهم خلفًا لأبيه الذي كان الإمام (يحيى) يسميه: (شفيع المجرمين) لكثرة ما يتشفّع لديه.
هاجر في ايام الإمام أحمد إلى مدينة عدن أواخر خمسينيات القرن الماضي، وظل يعمل مع المعارضة ضد حكم الإمام حتى عام 1961، ثم رحل إلى القاهرة بمصر، والتقى بالثوار المعارضين للإمام ومنهم محمد محمود الزبيري، وأحمد محمد نعمان، وغيرهم.
ثم عاد إلى مدينة عدن، عام 1962، وما كاد يستقرُّ فيها حتى أبلغته السلطات البريطانية أنها غير راضية بمكوثه في مدينة عدن، وأمهلته أسبوعًا واحدًا للمغادرة، وحين همّ بالرحيل وصله خبر موت الإمام أحمد، وبعد وصوله صنعاء عين نائبًا لرئيس مجلس الشورى عبدالرحمن الإرياني،
عُين سفيرا لليمن لدى الصين، وأُجبر على الإقامة القسرية في العاصمة المصرية مع عدد من الثوار منتصف الستينيات، ثم عين عضواً في مجلس الرئاسة اليمني المكون من 30 عضواً بينهم مشائخ وضباط، ثم عُيّن وزيراً للزراعة، واستبعد من الحكومة بعد توتر علاقته مع الرئيس السلال.
غادر إلى السعودية مع عدد من مناهضي حكم الرئيس السلال، ثم عاد إلى مدينة الحديدة، والتقى بالثوار الذين قادوا حركة الإطاحة بالسلال وتولية الرئيس عبدالرحمن الإرياني 1967.
وإثر ذلك تعيّن محافظًا لمحافظة الحديدة حتى عام 1974، ثم استقال من عمله هذا، وتعيّن مساعدًا للرئيس إبراهيم محمد الحمدي للشئون المالية.
للشيخ سنان أبو لحوم مؤلفات، أبرزها: اليمن حقائق ووثائق، صدر في جزأين عن مؤسسة العفيف الثقافية (مذكرات).
شارك في أحداث سياسية مهمة منها: مؤتمر (عمران) الذي دعا محمد محمود الزبيري إلى عقده، وقرأ بيان المؤتمر ضد التدخل العسكري والإداري المصري.
كما حضر مؤتمر السودان عام 1967 الذي دعا إليه الرئيس السوداني رفعت المحجوب لمناقشة قضية اليمن.
وشارك في مؤتمر المصالحة بين شطري اليمن، برئاسة الرئيسين: علي عبدالله صالح، وعبدالفتاح إسماعيل، وكان موقفه معارضاً للحرب بين شطري اليمن عام 1979.
كما حضر توقيع إعلان إعادة الوحدة اليمنية في قصر معاشيق في مدينة عدن عام 1990.
واشتهر الراحل سنان ابو لحوم بتنفيذ وإقامة العديد من المشاريع الخيرية في اليمن.
رحمة الله تعالى تغشاة وإنا لله وإنا إليه لراجعون.
