السلام الذاتي
السلام الداخلي
السلامالروحي
أ.م/ عبدالجبار حسين الظفري
تتعدد التسميات للسلام الذاتي مع النفس فالبعض يسميه السلام النفسي والبعض يسميه السلام الداخلي والبعض يسميه السلام الروحي ويعتبر السلام الذاتي من المواضيع التي يجب أن نركز عليها ونوليها جزء من الإهتمام والعناية في حياتنا الشخصية.
إن السلام النفسي هو اتصال ذاتي لتحقيق نداء داخلي غالباً ما يكون نداء الخير في قلوبنا، والإنصات والاستماع لما يتماشى مع قوانين العقل التي تحكم حياتنا وقوانين الطبيعة التي تخلق التوازنات في الحياة.
إن السلام النفسي هو أكثر من مجرد غياب الحرب النفسي والصراع مع الضمير بل هو السلام الذي يتعلق بعمق في حياتنا الذاتية من الداخل إنها حياة المتعة في خضم هذه الحياة وليس الانسحاب منها.
قال باحثون وأكاديميون، إن: «السلام هو نوع من التناغم بين الجسد والروح والعقل»، ورأوا أن المرء لا يمكن أن يعيش في سلام ويسلب حقوق وسلام الآخرين، ذلك أن السلام النفسي لا ينتقص أبداً من سلام الآخر».
وأضافوا أن «السلام مع الذات ينعكــــس على الآخرين في التعامل وغيره، والسلسلة تغذي بعضها البعض، الفرد يؤثر علـــى الأسرة، والأسرة تؤثر على المجتمع وتكتمل السلسلة، والأمر بالمثل من الجهة الأخرى،
حيث سياسة الدولة المبنية على السلام تورد السلام للمواطنين وتغذيهم بها».
يقــول رئيــس قســـم العـــلاج المهنــــي بمستشفى الطب النفسي د.هيثم علي جهرمي،
إن: «السلام النفسي أو السلام الداخلي هو حالة نفسية من الرضا والارتياح «السلام النفسي- أو السلام الداخلي الـ inner peace هو حالة نفسية من الرضـــا والارتياح يصل لها الفرد عندما يتقبل المرء نفسه والبيئة المحيطة،
به فتكون أقواله وأفعاله ومشاعره منسجمة دون تناقض في المواقف والآراء ودون تعدي على الآخرين فنجد أن الإنسان يشعر ويفكر ويتصرف بنفس الطريقة أمام الأمور الحياتية»،
ويضيف «يذكر دائماً علماء النفس أنه يمكن تحقيق السلام للعالم وللمجتمع من خلال السلام الداخلي، حيث يتبين دور المسؤولية الفرديـــة إذ إنــــه يجــــب أولاً أن نتوصــــل للسلام داخل أنفسنا بتقبل أنفسنا وتقبل الآخرين،
ثم التوسع تدريجياً لشمل عائلاتنا والأصدقاء المقربون وزملاء العمل ومجتمعنا والعالم كاملاً حيث إن طبع الإنسان السوي هو تقبل والتعايش مع الآخرين»
وتعرف موسوعة وكيبيديا السلام الذاتي:-
يعرف السلام الداخلي (أو راحة البال) وهو ما يشير إلى حالة السلام في تكوينه العقلي والروحي مع ما يكفي من المعرفة والفهم للحفاظ على قوة النفس في مواجهة الخلاف والتوتر.
أن تكون (في سلام مع نفسك) يعني للكثيرين أن تكون صحي (متوازن) وهو عكس أن تكون مرهقاً وقلقاً أو متوتراً.
وترتبط راحة البال عموماً بالنعيم والسعادة والرضا الداخلي الذي نعيش فية والرضى عن النفس وراحة الضمير الإنسانية.
فعندما تتصالح مع نفسك، ليس من أجل شيء فقط يكمن في نفسك بل لتتمكن من تكوين علاقات مستقرة مع الآخرين، وسيبقى السلام بعيداً عن بلادنا ما دُمنا من داخلنا مُشتتين ونفتقر للسلام الداخلي.
وعرف البعض السلام النفسي والاصطفاف الذاتي بقمة الهرم الروحي للعيش بسعادة وهناء وراحة بال بعد تأسيس المبادئ التي تحقق عملية شحن القلوب بتحقق مبدأ «بناء الأفراد من خلال إنجاز المهام»، وهو مختلف عن «أداء المهام من خلال الأفراد»،
إن في زماننا الصعب المليء بالتجاذبات الفكرية والصراعات الدولية والأزمات المالية تجعلنا نؤكد أهمية البناء الروحي والنظام النفسي في سد الفجوة بين الواقع الفعلي والغاية الشخصية
والتمسك بينهما بالسلام النفسي وراحة البال لتحقيق الإنجاز والمتعة والاندماج بينهما، لا شيء في هذا العالم يُمكنه إيذاءك أكثر من أفكارك ،فالسلام سلام داخلي ، و رحلة الطمأنينة تبدأ داخلك ..
تعتبر بعض الثقافات السلام الداخلي حالة من الوعي أو التنوير التي قد يمكن الوصول إليها عبر أشكال مختلفة من التدريب، مثل: الصلاة،
و التأمل ورياضة التشي تاي تشون (T'ai chi ch'uan) أو اليوغا. حيث تشير العديد من الممارسات الروحية إلى هذا السلام كتجربة لمعرفة الذات.
وكثيراً ما يرتبط إيجاد السلام الداخلي مع التقاليد مثل: بعض الأديان كالهندوسية والبوذية.
-هناك بعض الآراء ومن يشير إلى وقت معين يحدث فية السلام الداخلي للإنسان فيقال:-
أن مرحلة السلام النفسي، يبدأ المرء بها عندما يفقد كل احاسيسه الداخليه ، خيباته الحياتيه ، صدماته العاطفيه ،
ما كان متعلق به ، ما كان يسعده ، هذه المرحله تعني ان تهمل جميع الأمور وتتجاهل كل ما هو حولك ، تماماً كانه لم يحدث شيء.
ستصل إلى النضج
الذي يجعلك ترفض التورط بعلاقة مؤقتة
أو صداقة باردة
أو جدال أحمق
أو التعلق بالزائفين
ستكبر وتتغير نظرتك للحياة،
تتغير اهتماماتك
وطريقة تفكيرك أيضاً
وتعجز الأشياء السابقة عن التأثير بك مجدداً
تتغير كلياً كما لو كنت شخصاً آخر !
ويعد كلاً من راحة البال والسكون والهدوء أوصاف لحالات تخلو من آثار التوتر. إن كثرة الإنصات إلى الداخل الإنساني يجعلك تشعر بالهدوء والسكينة بشكل متزايد.
والمهم من هذا كله أن يظل المرء صاحب قلب طاهر دائم المبادرة إلى العطاء الإنساني السخي حتى وإن لامس السلام الذاتي في حياته بشكل عام.
ان أردت أن يسعد من حولك برفقتك
فتعلم أولاً أن تسعد مع نفسك بنوعية أفكارك
تصالح مع نفسك....لتتمكن من تكوين علاقات مستقرة مع الآخرين .
إن كُنت ممن أحسن السيطرة على نفسه
وان كُنت ممن نجحوا في توفير السلام لروحه
فسواء كُنت وحدك....أو كُنت مع آخرين
فأنت ستكون دائماً محاط بهالة السلام تحيط بك في حياتك.
إن الفاقد للسلام الذاتي في حالة حرب مستمرة مع نفسه التي لا تهدأ، فأغلب رغباته تتجاوز القدرات التي يمتلكها، الشيء الذي يجعله يرضى العيش وفق نمط حياتي لا يرغب فيه وغير مرتاح فيه بتاتا،
وإن تلذذ بما يصنعه ويقوم به في حياته، فهو يقبل على الدنيا بلا عزيمة وبرؤية غير صائبة تجعله يخضع للظروف المحيطة به، مما يعني عدم استطاعته الاعتلاء بروحه ونفسه لأحسن الأحوال.
ومن المؤكد أن السلام الذاتي من أعلى المراتب الروحية التي تجعل المرء متصالحا مع نفسه بصفاء قلبه، وهذا ما يفتقده الكثيرون بالرغم من حاجتنا جميعا إليه لكونه مقصد حياتي لا غنى عنه لتحقيق التوازن النفسي،
فكلما كان الإنسان متصالحا مع نفسه إلا وصار الأقرب إلى السلام الذاتي من غيره.
والأسس الأربعة لقيام السلام النفسي:-
هي (الحياة) (والحب) (والتعلم ) (والذكرى الطيبة) كل ذلك مع استخدام الملكات الأساسية وهي إدراك الذات والوعي والإرادة المستقلة.
ويتشكل السلام النفسي والطمأنينة الداخلية من خلال معنيين رئيسيين هما ((العطاء)) (( والضمير)):
فالعطاء الوجداني مع الناس يمثل دفعة عاطفية للذات, والعطاء الاجتماعي في أعمال الخير يطفئ اللهيب النابع عن الضغوط الحياتية والصعوبات المادية خاصة في عصرنا الحاضر.
إن الأبحاث العلمية الصادرة من الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية تقرر أن الضمير يشكل الدور الأساسي لخلق السلام الداخلي للنفس البشرية.
ولا شك ولا ريب أن العمل الصالح هو الصدى الخارجي لنداء الضمير بحيث تتجسد أحاسيس الضمير الداخلي في أقوال وأفعال صالحه سواء في عبادات ذاتية أو أخلاق حسنة أو تحمل للمشكلات والمصائب بإيمان راضٍ, وثبات عميق.
وصدق الله سبحانه وتعالى إذ يقول (من عمل صالحاً من ذكرا وأنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كان يعملون).
- ينصح علماء النفس والفيسيولوجيا أن تتخلص وتتحرر نفسك وذاتك من هذه الأشياء في شخصيتك وهي كالتالي:-
- تخلص من الأمور الأقل الأهمية وركز نقاط القوة على الأمور المطلوب تنفيذها.
- تخلص من التبرير المنطقي لأفعال تخالف نداء الضمير الداخلي.
- تخلص من الشعور بالذنب النابع عن الضمير الاجتماعي لا الضمير الداخلي.
- تخلص من مصادر الأمان الخارجة عن الذات الإنسانية.
ومما لا شك فيه أن تسليط التفكير على ما هو آني يمنح الفرد نوعا من اليقظة الداخلية التي تمكنه من الشعور في القلب بسلام ذاتي،
فيصير الإنسان بذلك مركزا تفكيره في معايشة اللحظة الراهنة بدلا من إجهاد تفكيره فيما مضى أو ما هو آت،
فإفراط التفكير في الماضي سيقوده إلى الإحساس بمشاعر سيئة من قبيل الشعور بالندم، وتدقيق تفكيره على المستقبل سيسبب له الكثير من القلق،
في حين أن تركيز تفكيره في الحاضر المعاش سيجعل ذهنه يشتغل بشكل مثالي بعيد عن كثرة المشوشات التي قد تعبث به.
قبول الذات أمر حاسم في الوصول إلى السلام الذاتي كيفما كانت الظروف التي نمر بها، ومهما اشتدت الآلام التي نتجرعها،
فالذي الذي يدع العراقيل والمكدرات الحياتية تؤثر في أفعاله يصعب عليه تعديل صفاته السلبية وأخذ القرارات الصائبة،
لأن السلام الذاتي قائم على اختيارات متوافقة مع الضمير الواعي والقلب الطاهر لكي يحيا الإنسان حياة جميلة أسسها الصدق والمصداقية،
بخلاف الذي يكون اختياره قائما على النفاق الاجتماعي والتبرير البراغماتي، فمنابع السلام الذاتي صافية لا تختلط بشيء معيب أخلاقيا.
فالسلام الذاتي نتاج شخصي يكون بدون عون من أي طرف آخر كيفما كان،
فكن إنسانا بمعنى الكلمة والتزام بالقيم النبيلة كالصدق والوفاء ومحبة الناس ومد يد العون إليهم، فذلك سيمنحك قدرا كبيرا من السلام الذاتي،
ويبعدك عن التوتر والقلق الذي يعاني منه الأشخاص المشحونين بالكراهية وحب الانتقام والانشغال بأمور غيرهم،
وتذكر أن إعمال التفكير فيما يفعله غيرك هو مجرد هدر للجهد والوقت، واعلم أن نيل السلام الذاتي يتعلق بك وحدك فأنت من تتحكم بذلك لا غيرك،
والقرار في يدك فاختر ما تشاء وترضاه لنفسك.
أخيراً:-
يشير التميمي إلى أنه «من خلال السلام النفسي يستطيع الإنسان أن يغير العالم»، من الممكن أن نغير كثير من الأمور بالسلام لا بالحروب، بشرط أن يملك الشخص السلام الداخلي.
وبعض المشاكل التي يتعرض لها الإنسان تهز السلام النفسي بداخله بحكم عوال الضغوطات الحيايتة، وعليه أن يجعل السلام النفسي المتحققة بالإيمان قيمته الأولى ليحافظ على الاستقرار،
حيث يعتبر السلام النفسي نوعاً من التناغم بين الجسد والروح والعقل.
وعن تأثير السلام النفسي على التعايش المجتمعي يقول «كلما تشعر به من الداخل يتسرب إلى الخارج، إن كنت حاقداً وترغب بالصراع سيخرج ذلك ويؤثر في علاقاتك مع الآخرين،
وبالتالي يؤثر على المجتمع وتسقط فيه القيم، فيصبح المجتمع مادي، يصبح المجتمع متذابحاً، ويصل لمرحلة طغيان الجسد على الروح».
وعليه:-
تعمق دائماً مع نفسك وفي جلساتك الخلوية ونقي نفسك وذاتك مما يشوبها من شوائب ونقي ضميرك ليكون دائما حي ليعم السلام في ذاتك ويحيط بمن حولك.
ونتاجاً لذلك كله سترى أفعال الخير والسلام تأتي أليك طوعاً وسعياً تطلب منك التشبيك بثقافة التعميم للآخير وحب الخير للناس جميعاً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله.
دمتم بألف خير
#نراكم_في_القمية