ما هو سبب الصراع حول شبكات الجيل الخامس5G؟
شبكات الجيل الخامس 5G .. صراع الهيمنة
الصراع الأمريكي الصيني على تقنية الجيل الخامس (5G)
في مقالنا هذا الأسبوع سنتحدث عن ما تحدثنا عنه في المقال السابق والذي كان بخصوص تقنية الجيل الخامس5G وصراع الولايات المتحدة والصين عليها.
إذ ينظر العالم أجمع إلى شبكات الجيل الخامس، فايف جي، باعتبارها المستقبل المنظور والسرعة التي تفوق الخيال..
ويتشوق إلى استكشافها والتمتع بمزاياها،، تنشب حرب تجارية مستعرة بين الدول الكبرى مدفوعة بعمالقة التكنولوجيا... فالقاعدة الأولى كما يبدو أن من يسبق أولا لسوق الجيل الخامس لا يستولي على السوق وحسب، وإنما يفرض وجوده أمنيا وتكنولوجيا وحتى سياسيا في عالم التقنية متغير المعالم.
لكن مهلا! هل تعني شبكة الجيل الخامس تحميلا أسرع للأفلام والملفات الثقيلة فقط؟.. يبدو الأمر أكثر من ذلك بكثير بحيث جعل الولايات المتحدة تحارب هواوي بحجة التجسس لصالح الحكومة الصينية.. نحاول استكشاف جوانب هذا الموضوع أكثر في مقالنا لهذا اليوم.المتابع لوسائل الإعلام الأمريكية بالتحديد لا يخفى عليه مدى مراقبة هذا الإعلام واهتمامه بالتطور السريع لنمو شركة هواوي الصينية التي تعد أكبر مصنع لأجهزة الاتصالات في العالم. هذه الشركة هي التي تبني شبكات الاتصالات، خاصة شبكات الجيل الخامس (5G)، في مختلف الدول بما فيها دول حليفة للولايات المتحدة كبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الآسيوية والشرق أوسطية.
ومع أن السبب المعلن للتخوف الأمريكي من الصعود الرهيب لشركة هواوي وسيطرتها على شبكات الاتصالات هو هاجس الأمن القومي الأمريكي من تجسس الصين على المعلومات الحساسة والعسكرية للولايات المتحدة التي سيجري نقلها عبر شبكات الجيل الخامس، فهذا ولو كان صحيحا لكنه ليس السبب الوحيد فقط.
يعلم العالم مدى أهمية تقنية الجيل الخامس التي ستلعب دورا مهما في عديد من مناحي الحياة في المستقبل القريب في كل المجالات، سواء العسكرية أو الصحية أو التعليمية أو غيرها، ومدى تأثير هذه التقنية على التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة، وعليه فإن ترك هذا العملاق الصيني يسيطر على شبكات الاتصالات اللا سلكية في العالم سيعني تراجع الهيمنة الأمريكية والريادة التي كانت لها في أغلب المجالات التقنية. لذلك تحاول الحكومة الأمريكية الحد من هذا التقدم المتسارع للمنافس الصيني وذلك بخلق عديد من القيود والعراقيل على عمله وتحركه، خاصة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
ظهر هذا واضحا من خلال فرض عقوبات من البيت الأبيض على الشركات الأمريكية التي تعمل وتتعاون مع شركة هواوي، ولعل أشهر هذه الحالات كان امتناع شركة قوقل عن تجديد الترخيص الذي يسمح لشركة هواوي باستخدام نظام الأندرويد على أجهزتها - نظام الأندرويد هو النظام الذي تعمل به أجهزة الجالكسي وأجهزة أغلب الشركات الأخرى ما عدا شركة أبل التي تملك نظام التشغيل الخاص بها المسمى iOS، مما دعا شركة هواوي إلى التفكير جديا في بدء البحث عن بدائل لنظام الأندرويد التي قد تكون في المستقبل القريب نظاما مشابها لنظام التشغيل هارموني أو إس HarmonyOS الذي أنتجته شركة هواوي وكشفت الستار عنه خلال المؤتمر الذي نظمته الشركة في الصين بتاريخ 9 أغسطس الماضي والمخصص لأجهزة انترنت الأشياء كالتلفاز وأنظمة السيارات التقنية وغيرها.
الصراع بين الولايات المتحدة والصين لا يزال مستمرا على أشده، خاصة في المجالين التقني والتجاري، والعملاق الصيني رغم كل الصعاب يشق طريقه نحو السيطرة على العالم في عديد من القطاعات، فالشركات والبنوك الصينية التي لم يكن يوجد منها في قائمة الصدارة العالمية إلا العدد القليل قبل 20 عاما ها هي تزاحم على المراتب الأولى في السنوات الخمس الماضية.
ومع أن الجودة والإتقان هما ما يعطيان المنافس الأمريكي الصدارة إلى الآن، إلا أن التقنيات والمنتجات الصينية تشهد تحسنا ملموسا وملاحظا سيطيل من عمر هذا الصراع على الأقل لسنوات عديدة مقبلة.
في الوقت الذي يعيد فيه المسؤولون في بريطانيا، النظر في دور شركة التكنولوجيا الصينية في توريد المعدات لشبكات الجيل 5G التالي للهاتف المحمول عالية السرعة، أطلقت شركة هواوي حملة إعلانية هناك.
ونشرت الشركة إعلانات على صفحة كاملة في الصحف البريطانية تحدد التزامها بتزويد شركات الهاتف المحمول بمعدات لشبكات الجيل الخامس.
وشبكات الجيل الخامس هي تقنية لاسلكية تنقل البيانات عبر الهواء من أبراج خلوية إلى الهواتف وأجهزة أخرى، بسرعة أكبر بكثير من التي نملكها اليوم.
وستلعب شبكات الجيل الخامس دورا مهما في قطاعات رئيسية مثل قطاع النفط والغاز، ويتركز ذلك في جمع البيانات في الوقت الحقيقي، وإتاحة وقت تشغيلي أكبر، والحد من مخاطر وتأثير الانقطاعات والأخطاء.
وتتمثل أهميتها في زيادة معدل نقل البيانات وتقليل الوقت التشغيلي، مما يحسن الإنتاجية الإجمالية.
وقد يكون لشبكات الجيل الخامس دورا في قطاع العناية الصحية عبر العمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إجراءها.
وكذلك السيارات ذاتية القيادة وفي البنى التحتية الذكية التي قد تتيح التواصل بين إشارات المرور في المدينة.
ومع مواجهة العالم لوباء كورونا، يتوقع أن تلعب شبكات الجيل الخامس دورا محوريا في تأمين استدامة الأعمال، والعمل عن بعد.
وتكثف الشركة الصينية العملاقة جهودها لكسب الرأي العام حيث تواجه ضغوطا متزايدة من حملة تقودها الولايات المتحدة تهدف إلى إقناع الحلفاء بتجاهل معدات الاتصالات، بسبب مخاوف من أن بكين قد تستخدمها في التجسس أو التخريب، وهي تهمة نفتها الشركة على الدوام.
ويثير السباق المحتدم بشأن شبكة الجيل الخامس تساؤلات عدة بشأن تلك التقنية التي ستحدث تغييرا هائلا وإيجابيا يدفع دولا كبرى للتسابق ومحاولة الاستحواذ عليها.
أخبار الآن
أستاذ مهندس صحفى إعلامي
عبدالجبار حسين الظفري
عبدالجبارحسين الظفري
عبدالجبارالظفري
عبدالجبار الظفري
#مهندس